ملاحظات فی خطط الحلة حتى الحکم الجلائری
الملخص
تعرضت بغداد فی الثامن عشر من شهر محرم لعام 656م لهجوم القوات التتریة بقیادة هولاکو، واضطر قائد الخلیفة العباسی إلى التراجع بجیشه الضئیل الى قلب بغداد ، و تسلل عدد من الأهالی هاربین الى الحلة والکوفة ، وخلال الحصار ارسل أهالی الحلة وفدة علویة إلى هولاکو لیلتمسوا الیه أن یعین الهم شحنة فاجابهم الى طلبهم وارسل کلا من "خان بو کله" و الامیر "بجلی النخجوانی" ثم الحق بهما الأمیر التتری "بوقا تیمور لجس نبض اهالی الحلة و الکوفة وواسط والوقوف على مدى اخلاصهم للتتر، وما أن وصل الوفد التتری الى مشارف الحلة حتى خرج اهلوها للاستقبال واقاموا جسرا على الفرات، واعلنوا الافراح ابتهاجا بقدوم التتر. ولما شاهد بوقا تیمور ترحیبهم و اخلاصهم غادر الحلة فی العاشر من صفر متوجهة نحو واسط .
ما لبث التتر آن اخضعوا فی فترة قصیرة من الزمن معظم انحاء العراق، بعد أن قتلوا و فتکوا بعدد کبیر من سکانه و خربوا مساحات واسعة من المواقع التی تصدت لهم. کما قتل معظم افراد البیت العباسی باستثناء البعض ممن استطاع الفرار والنجاة. ویمکن القول أن المقاومة الجدیة للغزو التتری بین سنتی 656- 660 لم تقم الا فی الجانب الشرقی من بغداد ، و فی اربل و واسط والموصل .
وهکذا نجد أن مدینة الحلة لم تبد أیة مقاومة للتتر ، ولم یلحقها بناء على ذلک الحرق والتخریب والتهدیم فی قلیل او کثیر ، کما لحق المدن والمواقع الأخرى ومن ثم یمکن اعتبار هذه المدینة من حیث خططها العامة استمرارا للعصر الذی سبق السیطرة التتریة ، وان المصادر التی تصف خلط الحلة فی الفترة السابقة هذه، لابد وان تعطی ایضاحا فی الخطط على الاقل -- لتلک المدینه فی الفترة التالیة کذلک .