يمثل الجناس ظاهرة بلاغية صوتية ناتجة عن التأثير والجناس بين الأحرف المكونة للفظ ما عن طريق التقارب المخرجي ، فهي نتاج لتناسب وحدة لغوية صوتية مع وحدة لغوية صوتية أخرى يجمعهما التركيب، وتآلفه اللغة، ويستسيغه السمع، وتستأنس به النفس، ويستجيب له المخاطب عن طريق فرع أذن المتلقي بقبول البلاغة، لما في ذلك من حمل لإحداهما على الأخرى ولتجاورها، وينتج عن ذلك دلالات لها أثرها الواضح في توجيه المعنى الوجهة التي يرومها المبدع .الشعر يستمد قيمته من قدر الأثر الذي يبقيه في نفوس متلقيه ؛ إذ ينبع من روح الشاعر ومن لغته إيقاعياً وصوتاً خاصاً يرتكز عليه ارتكازاً أساسياً في بناء موسيقاه، وقد كان شعر الهذليين مفعماً بالتجانسات الصوتية نظراً لخصوبته، وتنوع أشكاله، ومضامينه، وعن طريق التدفق الشعوري للشعراء في الأبيات الشعرية.