يناقش هذا البحث حركية الزمن لثلاثية بيروت مدينة العالم للروائي اللبناني ربيع جابر، إذ إنَّ هذه الرواية قد تضمنت قراءة حاضرة للتاريخ استلهم فيها الكاتب تقنية الوعي الذاتي الانعكاسي التي تُعد إحدى سمات رواية ما بعد الحداثة، ما أدى إلى تعدد المسارات الزمنية الناظمة للحبكة الروائية.     وتسعى الدراسة لتسليط الضوء على كيفية بناء الرواية لنظامها الزمني، وكيفية استثمار الروائي لهذه التقنية الما بعد حداثية في تحقيق انتقالاتٍ زمنية متباعدة تمتد بين القرنين التاسع عشر والحادي والعشرين، فضلا عن التوقف عند  ملامح الزمن الدائري التي تجلت في الرواية وتناولتها الدراسة بالبحث والتحليل. ولم تغض الدراسة الطرف عن المفارقات الزمنية النمطية التي تتحكم في ايقاع الزمن الروائي كالاستذكار والاستباق فضلا عن الوقفات الوصفية التي تؤدي وظائف متعددة كتعطيل السرد فضلا عن الوظيفة البلاغية الجمالية.وقد سعت هذه القراءة الوصفية التأويلية للوقوف على حركية الزمن في هذه الرواية التي مثلت مواكبة الرواية العربية للمستجدات الفكرية كافة لما بعد الحداثة التي ظهرت في الغرب.