نادي الفتاة الرياضي ودوره في تطوير الرياضة النسوية في الموصل (دراسة تاريخية)

تعد الرياضة بشكل عام هي إحدى الواجهات الحضارية التي تعتمد عليها دولا وبلدانا مختلفة كيتعكس مدى التطور الحضاري والاجتماعي الذي ينعكس على تلك المجتمعات بالايجابية. وتعد الرياضة النسوية بمثابة واجهة  من هذه الواجهات او هي فرع من فروع الرياضة ' لذلك تبحث دول العالم بطبيعة الحال على الطرق والوسائل والاساليب التي من شأنها ان تعمل على تطور الرياضةالنسوية فيها' وعلى قدر تعلق الامر بالعراق ومدينة الموصل على وجه الخصوص فأن التطور الحاصل في الرياضةالنسوية خلال السنوات القليلة الماضية تعد بمثابة طفرةنوعية مقبولة قياسا بواقع الرياضة النسوية في السابق والعهود القديمة التي كانت العادات والتقاليد تعد من أهمالمعوقات التي تعيق تطور او حتى قيام رياضة نسوية في المدينة  ' وكانت هذه العادات والتقاليد تكبل الفتيات في المدينة وتقيدهن بقيود حديدية.    لقد كان لنادي الفتاة الرياضي الذي تأسس في عام 1993 في مدينة الموصل دور مهم وواضح في تطور الحركة الرياضية النسوية في الموصل' وذلك من خلال تشجيعالفتيات لاقتحام عالم الرياضة ومشاركة أخيها الرجل في ممارسة الفعاليات الرياضية على اختلاف انواعها لا سيما تلك التي بدات ممارستها في المدارس على اختلاف مراحلهاالدراسيه (الابتدائية والمتوسطة والثانوية) والتركيز على الرياضة المدرسية بجهود واضحة من مدرسي ومدرسات ومعلمي ومعلمات مادة التربية الرياضية والمؤسسات التي عملت على تنمية الروح الرياضية المتصاعدة في نفوس الطالبات ومن هذه المؤسسات مديرية تربية محافظة نينوى وقسم النشاط الرياضي والكشفي المدرسي التابع لها. فضلا عن احد أهم الأندية التخصصية الرياضية النسوية وهو نادي الفتاة الرياضي في الموصل الذي كان معينا لاينضب من المواهب الرياضية النسوية ولا يزال يخطفالالقاب والجوائز ولم يكتفِ بالصعيد المحلي لمدينة الموصل بل تعدى ذلك الى المستوى القطري العراقي ومن ثم العربي وتسيد منصات التتويج في السنين الاخيرة وانخراط عددكبير من البطلات المنتسبات للنادي في المنتخبات الوطنيةالعراقية في عدة فعاليات رياضية ' الامر الذي جعل الرياضة النسوية في مدينة الموصل يشار لها بالبنان لاسيما ان هؤلاء البطلات من طالبات جامعة الموصل وكلياتهاالمختلفة وان الجامعة قد أعدت للنادي بيئة مثالية لهن لممارسة فعالياتهن الرياضية في أجواء بعيدة عن المجتمعالعام للمدينة وفتحت لهن ولناديهن القاعات الرياضية والمسابح والملاعب الخاصة بالجامعة وبكلية التربية البدنية وعلوم الرياضة وكان لذلك التعاون والدعم والاسناد من قبل جامعة والموصل مردود إيجابي كبير في تنمية قدرات نادي الفتاه الرياضي وتمكينه من نشر الوعي الثقافي الرياضي في المدينة وفي أوساط طالبات الجامعات وحتى ربات البيوت اللاتي بدأن بممارسة الرياضة بشكل واسع في منشآت النادي الرياضية وانخراطهن في دورات تدريبية وورش عمل متنوعه وندوات ثقافية رياضية مختلفة يركز البحث على الادوار الكبيرة التي لعبها وأداها نادي الفتاة الرياضي في الموصل لتطوير الرياضة النسوية في هذه المدينة.