حــکــم النــیــابــة فــی الــعــبــادات
الملخص
إنَّ الـنـیـابـة مـن الـمـسـائـل الـتـی اخـتـلـف فـیـهـا أهـل الـعـلـم، بـیـن مـانـع، ومـبـیـح، فـفـیـه دلالـة عـلـى سـعـة الـفـقـه الإســلامـی وتــنـوعـه، فـهـو رحـمة بـالـعـاجـزیـن والـضـعـفـاء، وهــذه الــرحـمـة وجـدتـهـا بـأبـرز صـورها فــی الــنــیــابــة، فــلا یــکــلــف الله نــفــسـا إلَّا وســعــهـا، فــإن کــان فــی الأمــر مــشــقــة أُبــیــح للأخــریــن أَن یــســدوا مــکـان إخــوانــهــم، ولــم تــجــعــل الــنــیــابــة مــحــصــورة بــالأحــیــاء، فــأجــیــزت لــلأمــوات أَیــضًــا، ولــم یــبــح الــشــارع الــحــکــیــم الــنــیــابــة فــی الــعــبــادات الــبــدنــیــة الــمــحــضــة لــحــکــمــة: إنَّ الــهــدف مــنــهــا الابــتــلاء والاخــتــبــار، وهــو لا یــتـحـقـق إلَّا إنْ کـلـف الـشـخـص نـفـسـه بـهــا، فـکـلَّـمـا ضـاق الأمـر اتـسـع، والـحـج خــیـر شــاهــد عــلیــها، والــنــیــابـة فــی الــعــبــادات مــن الــمــســائــل الـــتـی یــنــبـغی أن یــعــرفــهــا الــمســلــم لــیــتــدارک مــا فــاتــه مــن فــرائــض، قـــصــر أو عــجــز عــن أدائــهــا، فهی تـجعـل تــدارک ذلـک مــمـکــنــا، کـی لا تــبـقـى ذمــتـه مــشــغــولــة بــهــا، وهــی مــن رحــمة الله بــهــذه الأمــة وتــیـســیـره عــلـیـهــا.