يعدّ التشبيه أحد أبرز أساليب علم البيان في البلاغة العربية وركنه الأساسي، إذ يؤدي دوراً بارزاً في إثراء التصور والخيال للغة الشعرية والنثرية على حدٍ سواء، فضلاً عن عدّه عنصراً جمالياً رائج الاستعمال في لغة الضاد- ولاسيما- في المقامة العربية لتنوع أساليبها بين شعرٍ ونثرٍ مسجّع، لذا سعى البحث لدراسة هذا الفن في (مقامات الظاهر أبي الحسن) ؛ لما حوت من تنوع في أساليب التشبيه، فضلاً عن بقية فنون البيان .وقام البحث على إعطاء توضيحٍ لمفهوم التشبيه في اللغة وفي الاصطلاح البلاغي عند أوائل اللغويين حتى استقراره عند المتأخرين، ثم الوقوف على أركان التشبيه الأساسية: (الطرفين: المشبه والمشبه به) ثم وجه الشبه والغرض والأحوال والأداة، مروراً بتعداد مراتبه وتوضيحها من حيث غياب أحد أطرافه أو حضوره في الجملة التشبيهية.وعمد البحث إلى أخذ نماذج من أنواع التشبيه الواردة (في مقامات الظاهر أبي الحسن) متناولها بالتحليل الوصفي البلاغي كاشفاً عن سمات الأنواع المستعملة -في نموذج الدراسة- وجمالياتها ابتداءً بالأكثر بلاغةً ثم الأقل.