عرفتِ الساحة العربية النقديّة جملة من المناهج والتيارات النقديّة التي حاولت دراسة العمل الأدبي وتحليله؛ للوقوف على جماليات الشكل والمضمون، وهذا التعدد والتنوع جاء ليحقق غاية النقّد في مواكبة مسار الأدب المتجدد ومسايرته، فالنقد إجراء معرفي لا يعرف الثبات، والنقد البيئيّ من مساراته المعاصرة الذي  ينتمي إلى معطيات ما بعد الحداثة، إذ بدأ بدراسات متناثرة حتى أصبح مسارًا وحقلًا نقديًا متناميًا، وجاء استجابة للجهود الداعية للمحافظة على البيئة وتنميتها، وغايته كشف العلاقة بين البيئة والأدب، وسنسعى في هذا البحث لبيان المنطلقات الأساسية لنشأته، وبيان حدوده المفاهيمية، ومعاييره الإجرائية، لاسيما بعد أن انتفع من العلوم الإنسانية وتداخل مع المسارات والمناهج النقديّة الأخرى، وننطلق في هذا البحث من تتبع مسارات النشأة عند الغرب والعرب، والوقوف على مفاهيم النقد البيئيّ، موضحين معاييره الأكثر تداولاً، وبيان اتجاهاته التي أكسبته أهمية مميزة في الدرس النقديّ المعاصر.