قراءة أبی الدرداء (رضی الله عنه)- جمع ودراسة -
الملخص
لم تزل القراءات القرآنیة وِرْداً تتناصر الدراسات لتنهل منها, ولاسیما اللغویة باتجاهاتها المختلفة النحویة والصوتیة والدلالیة, وکیف لا ومنبعها القرآن الحکیم _وقد نشأت بواکیرها لخدمته _ فأثرت هذه القراءات التی دوِّنت اللغة العربیة وبذلت قرائح أفذاذ العلماء و أفهامهم لاکتناه أسرارها وبیانها فأصبحت خیر شاهد على أصالة هذه اللغة وثرائها.والقراءات القرآنیة: "علم بکیفیة أداء کلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة"، أو هی "مذهب یذهب إلیه إمام من أئمة القرّاء مخالفاً به غیره فی النطق بالقرآن الکریم مع اتفاق الروایات والطرق عنه، سواء أکانت هذه المخالفة فی نطق الحروف أو فی نطق هیئاتها" وهذا الاختلاف المشار إلیه بین القرّاء " لا یعنی أن فیها –أی القراءات- تنافیاً أو تضادّاً أو تناقضاً و إنّما هو – بإطلاق- اختلاف تنوع وتغایر فحسب وقد وجِّهت کلّ اختلاف القراءات فما ظهر أن قراءة اتخذت سبیلاً استدبرته قراءة، أو أن قراءة أمرت بما نهت عنه قراءة، ثم إن هذه القراءات بمنزلة سواء فی الأسلوب والغایة فهی کلّها معجزة، وتلک حقیقة لا نستغربها مادامت کل قراءة أنزلت من عند الله، أو أذن بها الله وما دام القرّاء فی اختلافهم مجرد ناقلین", وفی سیاقات القراءات القرآنیة بعدان: دینی لارتباطها بکتاب الله العزیز وهو خیر ما تُصرف فیه الأعمار والهمم، وتاریخی کونها وثیقة نقلت إلینا اللغة نقلاً قام على أساس من الروایة الموثوقة لا یصل إلى وثاقته علم آخر, ومن أجل فهم الواقع اللغوی الذی تمثله هذه القراءات صدر هذا البحث.