مطر الغیمة العاشقة : تأمل نقدی فی قصیدة مهداة موصولة بالتراث
الملخص
أعلم : أن الکاتب یملک من نفسه حرکة فکرة ومجری قلمه ، وأعلم : أن القاری یملک بازاله اشیاء کثیرة ، منها سطوة السؤال عن فلسفة الکاتب فی اجتراح عنوان الدرس، ومن هنا فلست أنکر علیه أن یحبسنی فی دائرة هذا السؤال ، فلا أجد مناصا من الأشارة بین یدیه الى ان عنوان هذه الدراسة منحاز الى قضیة ، لاتشق جدارا حراما صلدا ، یعجبنا نحن - مجتمعین- أن نصفه بأنه حیاد وموضوعیة، فسیجد القارئ فی عملنا حیادا وموضوعیة بحمد الله وتوفیقه ، بید أنه سیجد فیه انحیازة فی اختیار المدخل المناسب لمثاقفة الشاعر الحق فی موضوع لندوة فکریة ذات هدف ووظیفة ، لایرشحانه - فیما یزعم الزاعمون - للقیام بین شعرائها لأسباب ، لایدخلها الوهم ، ولاخطئها التفسیر، ومن هنا ایضا : أشیر إلى أننی منحاز فی هذه الدراسة إلى الشعر، لا إلى موضوع الندوة ، وهو نفیس - بلا خلاف وکبیر ومهم ، وسیرى القارئ : أننی قد استجبت لهذا الموضوع عفو الخاطر والمنهج استجابة کاملة ، أو تکاد ، ومن وذق الاختلال بین الانحیاز والموضوعیة - فیما قد یظن - الصدور من عنوان قصیدة مبکرة لشاعر هذه الدراسة ، حسب الشیخ جعفر فی مجموعته الاعمال الشعریة ١٩٦٤-١٩٧٥ وهی قصیدة لاعلاقة لها بموضوع هذه الندوة ، لأنها قد سبقت أسبابه ودواعیه بأکثر من خمس وعشرین سنة ، وهذا فی حقیقته اعتراض وجیه ، ولکننا نقول : إنه توظیف جمالی للعنوان ، وقد وجدنا غیمة حسب العاشقة الحانیة ، تحمل ماء عذبا ، تهمی به على الأرض العراقیة الطیبة وفاء وولاء وإخلاص، یفند کل التفاسیر الأیدیولوجیة التی تخترم روح الشعر، وتزهق أرواح الشعراء ، فترى ، وتصنف ، وتدخل ، وتخرج على وفق رؤاها ومذاهبها ، ومن هنا ثالثة : یجب الانحیاز الى الشاعر الحق ، وشعره الجدیر بالتأمل والتحلیل النقدی ، وعشقه الوطنی الظاهر فی الشعر على أحسن مانرید، وحسب هذا کله أن یکون استجابة الموضوع الندوة أولا وآخرا .