الدراسات التاریخیة فی الموصل فی القرنیین الرابع والخامس الهجریین
الملخص
اهتم - العرب بعلم التاریخ منذ الفترة التی سبقت ظهور الإسلام ، وکانوا یملکون وعیا تاریخیا متمثلا فی تسجیل أیام العرب وأنسابهم وتاریخ الأمم المجاورة لهم ، سواء أکان ذلک التسجیل نقشة او شعرا أو قصة ، أو کانت أخبارا یتم تداولها شفاهة . وعندما جاء الإسلام تطورت المعرفة التاریخیة بسبب ظهور الحاجة العملیة والفکریة التی دعت إلى الإهتمام بهذا ا العلم ، کالحاجة لمعرفة تفسیر القرآن الکریم وحدوده وأحکامه و اسباب نزول آیاته ، والحاجة لمعرفة سیرة الرسول محمد - صلى الله علیه وسلم - ، ثم حاجة الدولة العربیة الإسلامیة إلى تسجیل نهضتها ورصد تطورها وانجازآتها و بیان دورها على الصعد کافة .ونتیجة لتطور الدراسات التاریخیة بعد ظهور الاسلام ، فقد برزت مجموعة | من المدارس التاریخیة ، أطلق على بعضها : المدارس الصخری کمدر سة الشام والیمن (۲)، واطلق على البعض الآخر : المدارس الکبرى مدرسة المدینة التی اهتمت بسیرة الرسول محمد - صلى الله علیه وسلم ، والحدیث والسنن والتفسیر ، ومدرسة العراق التی أخذت الطابع القبلی واهتمت بالا نساب والاخبار والأیام والحروب ، وقد کانت فی الکوفة والبصرة ثم فی بغداد بعدئذ .وإلى جانب التقسیم الأنف الذکر کانت هنالک مدن عربیة إسلامیة أخرى شهدت اهتمامات بالتاریخ و تسجیل أحداثه ، فضلا عن ظهور مؤرخین فی هذه المدن کانت لهم الاسهامات الجادة بمؤلفاتهم التاریخیة فی دعم الحرکة التاریخیة العامة ، و من هذه المدن ، مدینة الموصل .وقد ازدهرت الدراسات التاریخیة فی الموصل شأنها فی ذلک شأن العلوم الأخرى ، وکان للاحداث السیاسیة والاجتماعیة والاقتصادیة والثقافیة التی شهدتها المدینة الدور الفاعل فی هذا الازدهار ، لا سیما وان مؤرخی الموصل کانوا یعتمدون الروایة الموثوقة ، - على الأغلب -، کما حدثنا عن ذلک الأزدی فی تاریخه .وفی مادة البحث وجدت فی الموصل دراسة تاریخ السیرة والاهتمام بتواریخ الانساب إلى جانب التواریخ الأخرى التی سیرد ذکرها تباعا .