نماذج دلالیة صَوَّبَها أبو بکر الزُبَیدی (ت379) فی کتابه (لحن العامة)
الملخص
إن أبا بکر الزبیدی (ت379) من علماء اللغة الذین سعوا للحفاظ على هذه اللغة وسلامتها من الانحراف نحو الخطأ فی الکلام، فتنبهوا ونبهوا على هذا الخطر الذی لمسوه، وحضوا الناس على استعمال اللغة الفصیحة والأسلوب الصحیح المستقیم، فی کل مستویات اللغة، فحرسوا اللغة وحرصوا علیها، وقد سبقه إلى هذا کثیر من العلماء فکتبوا کتباً فی هذا المجال، محاولین أن یحصوا الأخطاء التی تفشّت على السنة عامة الناس فی زمن کل واحد منهم، وکانوا یبرهنون على تلک الأخطاء بالرجوع إلى المواد اللغویة التی جمعها مَن سبقهم من العلماء، ومن هنا جاء تألیفه لکتابه الموسوم (لحن العامة) فوضع فیه مسائل فی لحن العوام، إذ رآهم أخطأوا وقد سمع قسما منها من الناس فجمعها بنفسه، فأودعها فی الکتاب، ذاکراً الصواب إزاءها معتمداً فی أکثر تصویباته على آراء العلماء الذین سبقوه فیذکرهم بأسمائهم، ولا یقصد بالعوام دهماء الناس والجهلاء دائماً وإنما یقصد المثقفین کذلک الذین یتبعون الدهماء بأخطائهم، فمنها فی الصیغ الصرفیة والدلالة الأخطاء اللفظیة، ثم یذکر الصواب الفصیح، ولا یقتصر هذا الکتاب ومثیلاته على کتابة الخطأ والصواب فیها بل تذکر شواهد من الشعر والنثر والأمثال، أما المسائل التی اخترناها لهذا البحث فکانت فی أخطاء الناس الدلالیة التی وَهِمَ قسم من الناس فی دلالتها و معناها، وهذا من الأسباب التی دعتنی للکتابة فی هذا الموضوع. وإن أهمیة هذا الموضوع هی للحفاظ على معانی اللغة العربیة الأصیلة