موقف العلماء من بیت مال المسلمین خلال العصر العباسی الأول ( 132-231هـ/ 749-837م)
الملخص
أغفلت الکثیر من الدراسات إلى تناولت التاریخ الإسلامی دور شریحة واسعة ممن شارکوا فی صناعة هذا التاریخ، وأسهموا فی تحریک احداثه، أعنى بذلک علماء الأمة وفقهائها، اولئک الذین ظلوا فی کثیر من الأحیان یمثلون صمام الامان السیاسة الدولة المالیة مع تسلیط الضوء على مواردها المتنوعة وتکیف وملائمة حیاة الأمة الإسلامیة مع تعالیم الإسلام الشرعیة، من خلال ما یقدمونه من جهد لإصلاح المؤسسات المالیة عن طریق مشارکتهم المباشرة أو غیر المباشرة بالعمل فیها، أو عبر مایدونونه من نصائح أو ارشادات أو مواعظ للخلفاء والأمراء وأصحاب بیت المال، ما یؤدی فی کثیر من الأحیان إلى تصویب مسار سیاسة الدولة وحیاة المجتمع فی العصر العباسی، وکرد فعل لهذا التوجه فقد ظهرت وتبلورت الکثیر من العلوم الشرعیة والتفسیرت الفقهیة فی هذا العصر لا سیما النظم والمؤسسات الإقتصادیة مثل الخراج والعطاء والعشور والزکاة والحسبة وبیت المال، وما نشأ عنها من علاقات تجاریة إیجابیة من تدفق الثروة على خزینة الخلافة المسلمین مما أثر نوعاً ما على رفع مستوى المعیشة، وثروات الخلفاء والوزراء والأمراء، والإشارة إلى ظهور دیوان المصادرات بعد أن ظهر الفساد والمفسدین فی صفوف الأمراء والوزراء حیث اضطر الخلفاء العباسیون إلى استحداث هذا الدیوان بغیة التصدی لظاهرة الفساد والإرتشاء فی صفوف أولئک الفاسدین الذین استغلوا مناصبهم بقصد إحکام الظلم على رقاب البائسین.