إن البحث فی موضوعة ( الهویة ) وتقصی حقیقة انشطارها وتشظیها وتموضعها وما یحیل إلیه فضائها المنفتح على الذات والاخر والکنیونة والوجود والثبات والتعدد والانفتاح والخصوصیة یشکل مما لاریب فیه بحثا مهما، فلیست الهویة کیاناً یعطى دفعة واحدة إنها حقیقة تولد وتتطور وتتغایر وتعانی استلاباً وتحولات وجودیة وکارثیة تخلخل أنساقها وتهدد اساسیات ومقومات وجودها ومسارات تکاملها، ولأن فضائها هو فضاء الحراک الانسانی بعوالمه المتعددة ومزایاه المتجددة ، إنه فضاء حاوی ودامج لنجاحات واخفاقات وتنافرات ومفارقات ، فضاء متعدد متناقض إذ یضم الفرد الواحد الذی فقد وحدته وانسجامه مع ذاته فلم یعد ذاتا واحدة بل تعددت الذوات المتعارضة والمتباینة حسب الظروف والسیاقات والانساق التی فعلت مؤثراتها وأملت علیها قوانینها واشتراطاتها القاسیة والتی شرعنت التشظی وجعلته بنیة لازمة ورهاناً متجسداً وصیرورة لا غنى عنها لتولید المعنى وتشکیل الدلالات وإثرائها فی ثنایا وتمفصلات الفضاء الهویاتی اللانهائی .