إن البحث في سُنَّةِ النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمر في غاية الأهمية، ولاسيما إذا وضعنا في الحسبان ما ينصب لأمتنا من مكائد، وما يراد لها من إعراض عن هدي النبوة، وتشكيك فيما يصل الأجيال بنبيها عليه الصلاة وأتم التسليم، وكذلك لا يخفى على ذي بصيرة ما للسنة النبوية من أهمية كبرى في فهم القرآن الكريم وتفسيره فهي الوحي الثاني الذي نتوصل به إلى مراد الله عزَّ وجل، وكذلك السنة النبوية مكملة للقرآن الكريم، ومفسَّرة له ومبينة لأحكامه، فالحديث الشريف يشكل مجالا خصبا للبحث. فأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم تتميز بالجزالة والبلاغة والبيان. بدلالة قوله صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا إنِّي أُوتِيتُ الكتَابَ ومِثْلَهُ مَعَهُ))، من هذا المنطلق اخترنا موضوعا يتعلق (بالحديث الشريف) ولاسيما بغريبه فكان عنوان البحث  (أَلفاظ الطبيعة المروية عن شمر بن حمدويه (ت 255ه) في غريب الحديث لابن الجوزي (ت 597 هـ))، وتهدف هذه الدراسة إلى أسرار الفصاحة النبوية والوقوف على المعاني الحقيقية لدلالة ألفاظ الطبيعة الغريبة في الحديث الشريف.