هو أبو عبد الله، مصعب بن الزبیر بن العوام بن خویلد القرشی أمیر العراقین ولاه أخوه عبد الله البصرة سنة 67هـ وأمره بمحاربة المختار الذی استفحل أمره بعد أن استولى على الکوفة وبات خطراً على مرکزه فی العراق. حارب مصعبٌ جیش المختار بن أبی عبید الثقفی فی مکان قریب من الکوفة وهزمه، ثمّ توجّه إلى الکوفة حیث تحصّن المختار یقاتل قتالاً شدیداً مع من بقی معه إلى أن قُتل المختار وأُتی برأسه ووضع بین یدی مصعب. ولما تمّ لمصعب القضاء على المختار قام بتوجیه الولاة على الأقالیم التابعة للعراق، وأقام بالکوفة لضبطها وإعادة النظام إلیها بعد أن عمتها الفوضى والتمرد إثر الحرکات المختلفة التی انطلقت منها کحرکة التوابین وغیرها. لکن عبد الله بن الزبیر عزل مصعباً عن البصرة وولّى مکانه ابنه حمزة، لکن ذلک لم یطل لأن حمزة لم یظهر مقدرة أو مهارة فی الإدارة، فأعاد أخاه مصعباً إلیها وذلک بعد سنة کان مصعب فیها یلی الکوفة. عاد مصعب إلى حکم العراق وغدا له الأمر فی الکوفة والبصرة معاً باسم عبد الله بن الزبیر، فصار أمیر العراقین، ولم یزل کذلک حتى سار إلیه عبد الملک فقتله.