فلسفة الاخلاق عند محمد بن زکریا الرازی
الملخص
تعتبر الأخلاق المبنیة على مبادئ وقواعد سلیمة من أهم عوامل تقدم الأمم والشعوب ولکن الأخلاق المنطلقة من قواعد فاسدة عامل رئیسی فی انحلال الأمم وتفکک روابطها وطریق إلى تخلف الشعوب، ولأهمیة الأخلاق هذه کانت محور رسالتی نجد أن الرازی قد انصرف إلى معالجة الأخلاق انصرافا منطقیا فتناولها نظریا فی إطار ما هو معروف یونانیا بأن الغایة من الفلسفة هو تحقیق السعادة والتی تتحقق عن طریق العقل والمعرفة، وان العقل هنا إذا ما حکمنا موضوع الأخلاق فانه یعتبر تلک الأداة الواعیة لکبح الشهوات وقمع الهوى فی السیطرة على النزوات، والمعرفة هی أداء التمییز بما هو خیر ولما هو فضیلة هذه هی بنود فلسفة الیونانیین وهی أیضا کذلک بالنسبة للرازی , وإذ کان الرازی فی بعض الأحیان متطرفا فی أفکاره فیمکن عزو هذا التطرف إلى الظروف التی أحاطت به اجتماعیا وسیاسیا وفکریا. وأخیرا فالرازی یعد فی أفکاره راندا فی میدان الفلسفة الإسلامیة إذ کان دقیقا حاسما متأملا فی آرائه .