دلالة الألوان فی الفن القصصی عند عمر الطالب
الملخص
یبهر اللون الإنسان بعد ان یفاجئه النور أول مرة وتنمی الألوان فی نفسه خیالات واسعة وتساؤلات عدیدة تدور فی دلالالتها . وکانت هذه التساؤلات المحور الأول الذی شغل الدارسین فکانت موضع نظرهم وعنایتهم بحوثاً ودراسات شتى صارت لبنات فنیة فی بناء الحضارة والإنسانیة ، وأول مایطالعنا من تلک العنایة باللون عنایة الیونانیین القدماء مثل" أرسطو وأفلاطون . فأرسطو (384-322ق. م) یربط الألوان بعناصر الوجود بقوله: الألوان البسیطة هی ألوان عناصر الوجود، اعنی :النار والهواء والماء والتراب" . وبعد حوالی ثمانیة عشر قرناً قام لیوناردو دافنشی (1452-1519) الرسام والنحات الایطالی المشهور بصیاغة فکرة مشابهة لتلک التی تبناها أرسطو بقوله: ان أول الألوان البسیطة الأبیض ، الأبیض یمثل الضوء الذی بدونه ما کان یمکن رؤیة لون ، الأصفر التربة والأخضر الماء والأزرق الفضاء والأحمر النار والأسود الظلام الکامل . ولم یقدم دافنشی محاولة علمیة وفنیة لتنظیم الألوان ، حتى جاء إسحاق نیوتن (1643-1727) وهو فیزیاوی انکلیزی فکشف عن الطبیعة الخفیة للألوان ، وقدم الدوائر اللونیة الأولى وتبعاً لما قاله نیوتن فان کل الألوان متـفتحة فی الضوء الأبیض . فهو مکون من الأشعة یمکن ان تحلل بواسطة منشور. وقد اختار نیوتن "سبعة ألوان وربطها بالأجرام السماویة السبعة وبالنغمات السبع للمدرج الدیوتاشی فی الموسیقى : الأحمر نغمة C، والبرتقالی نغمة D، والأصفر نغمة E ، والأزرق نغمة F ، والبنی نغمة A والبنفسجی نغمة B .