مؤسسات المجتمع المدنی ودورها فی تغییر اتجاهات المرأة : دراسة میدانیة فی مدینة الموصل
الملخص
أن المجتمع فی حالة من التغیر والتحول المستمر، وهذه التحولات تکون على مختلف جوانبه وفی ضمن هذه الجوانب یکون عنصر التغیر فی الاتجاهات الاجتماعیة لدى الأفراد ومیولهم ورغباتهم فیه والاتجاهات الاجتماعیة غالبا ما تکون السمة المعبرة عن ثقافة المجتمع ووعی أفراده وبالتالی درجة الرُقی الاجتماعی والتقدم الحضاری، ولکی یحدث هذا التغیر فی الاتجاهات لابد من وجود مثیر یعمل على جلب انتباه الأفراد لیولد لدیهم استجابة سلوکیة تتناسب مع حجم المثیر، وهنا نحن بصدد دراسة مؤسسات المجتمع المدنی على اعتبارها مثیر یعمل على خلق تغیر فی اتجاهات الأفراد فی الوسط الاجتماعی و تطمح إلى الحصول على الاستجابة المطلوبة والتی یفترض أن تتناسب مع دورها فی المجتمع، والذی یهُمنا هنا هو دراسة هذا المثیر وأبعاده فی تغییر اتجاهات المرأة فی المجتمع. ویقع البحث على جانب من الأهمیة خاصة نحن بصدد دراسة مؤسسات المجتمع المدنی، الظاهرة التی بدأت تجتاح المجتمع بعد أحداث 2003م، وتُمارس عملها مع شرائح المجتمع المختلفة و فی ضمنها المرأة وسعیها فی تغییر اتجاهاتها وإحداث أنماط ثقافیة جدیدة، یفترض أن تکون مسألة جدیرة بالاهتمام وعلى درجة من الأهمیة. وهذا البحث یهدف إلى معرفة طبیعة عمل مؤسسات المجتمع المدنی فی المجتمع، والکشف عن بعض أهدافها تجاه الأفراد وعلاقتها بعملیة التغیر الاجتماعی وخاصة فیما یتعلق بموضوع تغییر اتجاهات المرأة, وأستمرت إجراءات الدراسة من 1/9/ 2006 ولغایة 1/7/2007، فی مدینة الموصل لعینة مأخوذة من جمعیة الأسرة المُسلمة ومرکز المرأة العراقیة, بالاعتماد على منهج المسح الاجتماعی والاستفادة من المقابلات المیدانیة بالإضافة إلى الملاحظات العلمیة, واستخدمت قانون (لیکرت) فی التحلیل الریاضی للعوامل المکونة للمقیاس. وتوصلنا إلى مجموعة من النتائجالهامة التی تم بیانها فی المبحث الخامس بشکل عام وفی الخاتمة بشکل خاص, ومن ثم تحدید التوصیات المطلوبة قی هذا المجال.