ملامح التعلیم بالمدینة فـی العصر العثمانی
الملخص
یحتل العلم المیدان الأرحب فی تکوین حضارات الشعوب، ورقی فکرها، ولا شک أنه کان السلاح الأمضى فی المدینة المنورة حتى نکاد نجزم أن مساهمة المدینة الإسلامیة فی الحضارة العربیة الإسلامیة لم تقف عند النواحی الشرعیة فقط بل تعدى ذلک إلى شتى العلوم والمعارف الأخرى.والحیاة العلمیة فی المدینة فی الدولة العثمانیة حیاة حافلة بالصفحات المضیئة والمشرقة بالإنجازات التی تثیر فی نفس المسلم الشعور بالزهو والفخار لما سطره الأجداد بأحرف من نور فی سفر التاریخ العالمی.ان المؤلفات التی صدرت فی القرن العاشر الهجری بلغت عشرات الآلاف وحسبنا دلیلاً أن بعض العلماء عرف عنهم انهم ألفوا مئات الکتب کالسخاوی902هـ/1496م والإمام السیوطی911هـ/1506م ویقاربهم کثیر من العلماء الأجلاء فی عدد المؤلفات.والحقیقة أن الازدهار العلمی والفکری الذی شهدته المدینة فی عهد الدولة العثمانیة لم یولد من فراغ فهو ثمرة لبذرة غرست قبل هذا العهد. إذ المعلوم أن الحیاة الفکریة ما هی إلا سلسلة متعددة الحلقات وکل حلقة تعتمد على الحلقة التی أتت قبلها وتؤسس للتی تلیها.