دور أهل العراق فی مواساة الرسول (صلى الله علیه وسلم) ومؤازرته
الملخص
لم یکتفِ أهل العراق بهذا القدر من الحضور فی عصر الرسالة، بل کانت أرض العراق مرشحةً لکی تکون عاصمة الإسلام، لولا أن قدر الله باختیار (یثرب) المدینة التی تنورت بهجرة الرسول إلیها، فأصبحت المدینة المنورة عاصمة للدولة الإسلامیة، تلک العاصمة التی انطلقت منها الجیوش الإسلامیة للانتشار فی العالم، وإخراج الناس من ضیق الدنیا إلى سعتها، ومن جور الأدیان إلى عدالة الإسلام، فإنَّ بنو شیبان من أهل العراق کانوا قاب قوسین أو أدنى للاتفاق مع الرسول لأخذه معهم إلى أرض العراق ونشر دعوته فی الآفاق. وعلى أرض العراق جرت معرکة ذی قار، التی خاضها بنو شیبان ضد الفرس، فکانت المعرکة الأولى التی انتصر فیها العرب على الفرس، وقد ربطوا مصیرهم وهم على الجاهلیة بالنبی، وذلک أنهم استخدموا اسم محمد شعاراً لهم فی تلک المعرکة، فکانت بمثابة حرکة استطلاعیة، ومقدمة للفتوح الإسلامیة فی العصر الراشدی.