شعر الحرب فی عصر بنی ایوب
الملخص
تناول باحثون عدیدون شعر الحرب عند العرب، دراسة وتحلیلا وقال احدهم، بعد أن درس الشعر الحربی من أول عصر بنی أمیة إلى منتصف القرن الرابع للهجرة: «إنی أرجو أن أوفق الى التوفر على دراسة أدب الحماسة العربیة، والکتابة عن عصر صلاح الدین الأیوبی والصلیبیین، ونفسی تجیش بهذا الأمل، کما أتمنى من علماء الأدب أن یعنون بدراسة هذا الوجه الحربی فی شعر الحرب ، إذ کان ألصق الأشعار بهم، وأنطقها بحقیقتهم فی کل أعصرهم، فی ساح بداواتهم، ومیادین حضاراتهم، لعل پوما أغر محجلا یکون فیه للعربیة ملحمة جدیدة تجمع بین مجدها التالد وعزها الطارف.
قامت معارک عنیفة، واشتباکات دامیة، بین المسلمین والصلیبیین على أرض الشام ومصر منذ سنة 492للهجرة، وهی السنة التی فزع فیها الغرب الى السواحل الشامیة، ومن ثم جاس خلال الدیار، وقتل الآلاف ، واحتل المدن الرئیسة، وبخاصة القدس. وکان للزنکیین دور مشرف وبارز فی صدهم بقوة، ومجابهنهم بصلابة ، ومحاربتهم بشتى الوسائل. ووقف الشعراء الغیارى إلى جانب قوادهم الأشاوس وفرسانهم المیامین، وأشادوا ببطولاتهم، وتغنوا بانتصاراتهم، وتباهوا بضرباتهم، أمثال ابن الدهان الموصلی، وابن منیر الطرابلسی، ومحمد بن نصر القیسرانی ، وعماد الدین الأصفهانی الذی لازم نور الدین محمود بن زنکی، ونظم له رباعیات ، یطلب منه، وعلى لسانه ، لتنشد أمام الجند لالهاب المشاعر، واثارة العواطف، والاستنفار الى الجهاد، وهی ظاهرة جدیدة فی الشعر العربی .