الخطاب الشعري في شعر أبي أُذينة اللخمي --قراءة نقدية--
منشور
Jun 24, 2025##editor.issues.pages##
124-136الملخص
عندما يكون الشعر في جانب رئيس من بنيته لغة الحوار والجمال، تتحرك النفس الإنسانية لتفصح عن غموضها، ومكنون رغباتها وحاجاتها. وتبرز جمال اسلوبها وبلاغة خطابها، وبين ذلك كله يعتلج الحزن والحماسة والمديح والتحريض بنزعة قبلية بألوان السحر والبيان، يتجلى ويتشكل بنسيج شعري في قصيدة حيكت عباراتها بألوان التحريض والاخذ بالثأر لشاعر ينازعه شعوران ، الأول هو اللوعة والألم على فقد أخيه في المعركة، والثاني نزعته الوطنية وروحه العربية، بكل ما تحمل من شجاعة وحزم وخلق ورفعة. والشاعر هو أبو أذينة من شعراء الواحدة، وقصيدته التي بين أدينا قيد البحث، تعدُّ منجماً للتحريض والأخذ بالثأر تتخللها أبيات من الفخر والمديح والحكمة.وهي لوحة فنية نابضة بالصور والدلالات والايحاءات، مفعمة بالحكم والأمثال والعظات المجسدة لرغبة الشاعر وغايته.ونُسجت القصيدة على إيقاع البحر البسيط لكي تعبر عن ألم الشاعر ولوعته، وقد توخى البحث دراسة الخطاب الشعري المرتسم بالأساليب البلاغية والرؤى النقدية، مستخلصاً الدلالات التعبيرية والفكرية ، على وفق دراسة تحليلية للبنى التركبية والسياقات اللغوية، وحاول البحث جاهداً إبراز القيم الجمالية المتمثلة بالحكم والعظات المعبرة عن غاية الشاعر وهدفه في إنشاء هذا النص الشعري.وقد وجدنا أن القصيدة تنطلق من نواة ضدية في تشكيل المعاني والأفكار. وحقق النص الشعري موازنة بين دفتين، الأولى هي: الألم والحزن الذي اعترى قلب الشاعر، والثانية تحقيق مطلبه في الأخذ بالثأر.ونالت القصيدة منزلة من السمو والرفعة في تاريخ الأدب العربي، فهي فضلاً عن روعتها وسحر بيانها، كانت القاضية في تغيير قرار تاريخي للملك في ذلك الوقت، عندما عدل عن العفو إلى العقاب.