تعدُّ الدراسة التأثيلية من أينع أبواب اللسانيات وأكثرها جدوى في تعقب أصل الألفاظ وطريقة انتقالها وكيف انتقلت إلى لغة أخرى، وهل مرت بلغة أخرى في طريق الانتقال، وكيف استقرت في اللغة المنقول إليها، وإذا نظرنا إلى ابن سينا الذي إلى جانب كونه لغويًا بارزًا هو فارسيُّ الأصل، ما يعني أنّ له كعبًا عاليًا في اللغة الفارسية والعربية، وهما لغتان متجاورتان متبادلتان للألفاظ، وإذا نظرنا إلى كتابه الذي أُلِّف في الطب، ومعلوم أن هذا المجال مجال عالميّ فيه تتداخل اللغات وتتناقل الألفاظ، نجد بناء على ما تقدَّم ثراء لغويا يجعل منه عينة ممتازة في إقامة دراسة تأثيلية، وبناءً على هذه المعطيات يحاول هذا البحث مدّ يد النور وتقليب النظر في ألفاظ أمراض الكلى والمسالك البولية والتناسلية، في محاولة تطبيقية تتبع التناقل بين اللغات وكيفية هذا التناقل وتأثيله.