الجملة الخبریة ودلالتها البلاغیة عند الکلامیین
الملخص
کانت الدراسات البلاغیة من لدن الجاحظ إلى عبدالقاهر قائمة على اساس یعتمد الذوق والتحلیل الأدبی للکشف عن خصائص النص فنیة وجمالیة ، وکانت صلة البلاغة بالنص مباشرة ، توضح معالمه و تشیر إلى مواطن الجمال و القبح فیه دون أن یکون للمقاییس المنطقیة والکلامیة تأثیر فی ذلک . فالبلاغی ناقد مشخص ، ولیس باحثا فلسفیا او کلامیا ، ولعل من الغریب أن نشیر إلى أن المعتزلة الذین کان لهم القدح المعلى فی تطویر الدراسات البلاغیة قد اعتمدوا المنهج الأدبی الفنی فی نقاشهم وحجاجهم . ولقد کان هدف هذا البحث دراسة الجملة الخبریة ودلالاتها عند اصحاب المناهج الکلامیة من البلاغیین . لانهم اعتمدوا من أسس البحث البلاغی ما یلائم نظراتهم ومقاییسهم ، وسلکوا سبیل التعسف حین باعدوا بین البلاغة وبین المنهج النقدی والادبی الذی ینبغی أن یکون على اوثق صلة بالبلاغة . وطبیعة البحث اقتضت ان ابدأ بالتعرض للجملة الانشائیة عند هؤلاء البلاغیین لانها قسیمة الجملة الخبریة ، ولم اجد مناصة من الوقوف عند هذا الجانب استکمالا لمتطلبات البحث ، ثم افضى الى الحدیث عن أغراض الحملة الخبریة واضربها ، والبحث یمثل عامة وجهة نظر قد تسهم مع وجهات النظر الأخرى فی اعادة النظر فی مناهج دراساتنا البلاغیة التی اصبحت مبعثا للتذمر والملل عند الدارسین والباحثین فضلا عن عجزها فی الاسهام فی خلق بلاغة عصریة تستوعب النهضة الأدبیة والنقدیة والأسلوبیة الشاملة الابعاد .