التعجب بین البصریین والکوفیین
الملخص
عرف ابن عصفور (ت669) التعجب . بأنه استعظام زیادة فی وصف الفاعل خفی سببها ، و خرج بها المتعجب منه عن نظائر . و عرفه بدر الدین بن مالک وهو ابن ناظم الألفیة . بأنه استعظام فعل فاعل ظاهر المزیة فیه ، وأورد ابن حمدون على تعریف ابن عصفور . أنه غیر جامع لانه لا یشمل «کیف تکفرون بالله ولا نحو قوله صلى الله علیه وسلم : (سبحان الله المؤمن لا ینجس) مما التعجب فیه من أصل الوصف لا الزیادة فقط لان التعجب فی الأول من أصل الکفر ، وفی الثانی من ظن أبی هریرة أن المؤمن ینجس ، ولا یشمل نحو ما أخصره من اختصر المبنی للمفعول، لان التعجب فیه من وصف المفعول لا من وصف الفاعل، وهو وان کان شاذا فلابد من شمول التعریف له ، وبأن فیه دورة لأخذ المتعجب منه فی حال التعجب . فیتوقف التعجب على المتعجب منه والمتعجب اسم مفعول مشتق من التعجب و معرفة المشتق منه الذی هو التعجب سابقة على معرفة المشتق و هو المتعجب منه فجاء الدور ، لأن هذا التعریف انما هو للتعجب لغة لا أصطلاحا . و التعجب اصطلاحا هو اللفظ المتعجب به ، و کلام النحاة انما هو فی الألفاظ لا فی المعنى .