یسعى هذا البحث إِلى الوقوف عند حرکة (الأَنا) بوصفها مفهومًا فلسفیًا ونفسیًا واجتماعیًا انطلاقًا من المفاهیم الغربیة والنظر فی هذه المفاهیم فی دلالتها وصولًا إِلى الخطاب الدینی بوصفه قائمًا على ثنائیة التواصل والقطیعة.      إِنَّ حرکة (الأَنا) لا تنطلق من هذا المفهوم لوحده، وإِنَّما تتقارب وتتداخل مع مصطلحات أُخرى کـ(الذات)، و(الهو)، و(الآخر).      إِنَّ النص الإِسلامی خاصة والخطاب الدینی عامة بحاجة إِلى الاتکاء على مثل هذه المفاهیم التی تشکل نقطة الانفتاح والاندماج والتواصل مع (الآخر) أَو تنطوی على نفسها لتنجز حوار القطیعة، ولعل الطریف فی الأَمر أَنَّ الحاجة الآن صارت ملحة وضروریة لا للنص الإِسلامی فحسب وإِنَّما للخطاب الدینی عامة فـ(الأَنا) لم تعد حبیسة الذات، وإِنَّما تسعى للانطلاق نحو الـ(هم) والـ(هو) والـ(غیر) و(الآخر).