النشاط التجاری للإمارات الروسیة حتى منتصف القرن الرابع الهجری ــ العاشر المیلادی
الملخص
حفلت احداث التاریخ بتحرک شعوب وجماعات نزحت من مواطنها الاصلیة الى مناطق جدیدة استقرت فیها، جاعلة منها وطنا وحملت معها مقومات حیاتها الاولى، فاحتفظت بما ینفعها فی حیاتها الجدیدة واکتسبت فی الوقت نفسه لما وجدته صالحا للبقاء والتطور من مقومات حضارة البلاد الجدیدة التی استقرت فیها، نذکر من هذه التحرکات نزوح الشعوب التی تکون منها شعب الروس فی المصطلح الوسیط والحدیث، من مواطنها الاصلیة فی اقصى شمال المعمورة (السوید حالیا وما جاورها) الى مناطق نهر الدون والدنیبر والسهوب الروسیة فی اوربا الشرقیة، ثم بدأوا یتسربون الى الممالک المجاورة لهم فاذابوها مکونین دولة تعاظم شأنها فی القرون الوسطى. لم تعدو فی طور تکوینها الا عبارة عن مراکز تجاریة صغیرة، ثم توحدت وکونت امارات صغیرة ابرزها امارة نوفغورد وامارة کییف ثم توحدت ودانت بالولاء لامیر کییف مکونة شعبا ووطنا واحدا، وبدأ امرائها یتبعون سیاسة توسعیة على حساب الشعوب المجاورة الى ان اصبحوا دولة کبیرة، فهی من المواضیع المهمة التی تقدم لنا تفسیرا للکثیر من الاحداث التاریخیة وعلى کافة الاصعدة اذا ما درست، وخاصة بالامور التی جرت على الدول المتاخمة للروس.