المهارات الحرفیة وعلاقتها بالخلفیة الاجتماعیة الریفیة والحضریة دراسة میدانیة فی مدینة الموصل
الملخص
تعد المهارات الحرفیة والمهن الیدویة من الموضوعات المهمة فی الدراسات الاجتماعیة والحضریة ، لما لها من مساس مباشر لشریحة اجتماعیة واسعة تعمل فی هذا المجال ، فلم تعد الحرف أعمالاً تقوم بها فئة من العمال من اجل کسب العیش , وإنما أصبحت هذه الحرف تمثل تراث الشعوب تعتز بها الحکومات والمنظمات والمؤسسات والأفراد وتشجع على دیمومتها واستمرارها سواء على المستوى العام أم على المستوى الفردی ، تلک الحرف التی تدخل فی نطاقها فنون الأعمال النجاریة والحدیدیة وصیاغة الذهب وفن العمارة وطرزها وغیرها من الحرف الأخرى . والناظر إلى الواقع الاجتماعی لبلدنا ( العراق ) وما آلت إلیه الظروف الصعبة التی مر بها من حروب وحصار أدت إلى تدمیرٍ لبنیته التحتیة والعمرانیة وهجرة العقول والعمالات المهاریة الجیدة إلى خارج البلد، وما زاد الطین بِلّه موجة العنف والإبادة التی عصفت بالبلاد عقب الاحتلال الأمریکی للعراق فی 2003 ، مما أدى إلى اختلال فی کثیر من القوى والموازین المجتمعیة ، فکان من بین نتائجها أن أدت إلى حدوث بطالة واسعة ولاسیما من عناصر ( الجیش والشرطة ) السابقین ، فاضطرهم الحال إلى قیامهم بممارسة أعمالاً وحرفاً جدیدة على البعض منهم وخاصةً من ( ذوی الخلفیات الریفیة ) الذین لم یستطیعوا أن یرجعوا إلى قراهم الأصلیة بعدما تجذروا فی المدینة