استراتیجیة المسایرة فی السیاسة الخارجیة الأمریکیة
الملخص
هناک الکثیر من الخطط والاستراتیجیات التی تبنتها الدول والقوى الکبرى والإمبراطوریات عبر التاریخ ، وعلى الرغم من تنوع هذه الاستراتیجیات إلا أن هدفها النهائی واحد لم یتغیر وهو تحقیق أعلى قدر ممکن من الأرباح والمنافع وأقل قدر ممکن من الخسائر والأضرار فی ملحمة الصراع الإنسانی المستمرة منذ بدایات الوجود الإنسانی . والدولة الأقدر على توظیف تلک الاستراتیجیات بشکلٍ جید ومحترف هی الأقرب إلى النجاح والفوز فی تلک الملحمة . واستراتیجیة المسایرة هی واحدة من أهم تلک الاستراتیجیات حیث أن الطرف القوی الذی یستطیع فرضها على الآخرین سیتمکن من الفوز بکل شیء ، بینما الطرف الضعیف الذی یفشل فی تجنبها ویضطر إلى تبنیها وتطبیقها سیخسر کل شیء وربما حتى وجوده . إذاً فهی استراتیجیة أو سلوک یسعى الأقویاء إلى فرضه على الآخرین ، وغالباً ما تتبناه الدول القویة وتحاول أن تفرضه على الدول الأضعف . وبما أن الولایات المتحدة الأمریکیة تصنف ضمن الدول القویة والقوى الکبرى فلیس من المستغرب أنها تبنت هذه الاستراتیجیة وسعت إلى فرضها على خصومها ومناوئیها سواء على المستوى الداخلی أو المستوى الإقلیمی أو المستوى الدولی .