لاشکَّ أنَّ قصیدة المدیح النبوی حظیت بالعنایة الوافیة من قبل الدارسین والنقاد, فبإمکانهم أن یلحظوا القیمة الفنیة العالیة, ولا سیما قابلیتها على کسر القواعد والمعاییر الصارمة للأجناس الأدبیة, وصولاً إلى سمة الخلط والتمازج فیما بینها، والدرس النقدی قد تناول سمة التناص فی المدائح النبویة عموماً، لکنه أهمل الحدیث عن سمة التداخل الأجناسی فیه. ومن هنا فقد عمدنا إلى کشف ظاهرة التداخل الأجناسی فی قصیدة (نهج البردة) لأحمد شوقی میداناً تطبیقیاً, کون القصیدة تُعدُّ من الأدب الحدیث الذی اکتسب سمة التجدید والحداثة من جهة, وما یمتلکهُ الشاعر من مواهب وثقافات متعددة من جهة أُخرى. فهذا البحث یتتبع ظاهرة التداخل بین الشعر وکل من السیرة الغیریة والقصة والخطابة والمناظرة والرسالة, یسبقها حدیثاً عن الجنس الأدبی وظاهرة التداخل الأجناسی من زاویة وجهة نظر نقدیة, وکذلک الحدیث عن (المدائح النبویة) التی أبرزت صورة النبی محمد بمعجزاتهِ وصفاتهِ وأخلاقهِ وبعثتهِ المیمونة، ثم تأتی خاتمة البحث والمصادر التی اعتمدها الباحث فی الدراسة.