الاختراق الثقافی فی مضمون القنوات الفضائیة دراسة اجتماعیة تحلیلیة
الملخص
أصبح البث التلفزیونی المباشر من سمات هذا العصر خاصة بعد أن عملت الاقمار الصناعیة على تقریب المسافات وانهاء الحدود الجغرافیة والمصطنعة، وأصبحت السیادة على الفضاء هی المحک لکل تحکم خصوصا على مستوى السیطرة على الافکار والمعلومات والتکنولوجیا، ومن هنا فإن الحدیث عن قوة الدول فی المستقبل اصبح مرتبطاً بجودة المعلومات المتاحة لها فی عصر تتأکد فیه المقولة بأن من یملک التکنولوجیا سوف تکون له السیادة على العالم.وقد ترتب على انتقال التلفزیون الى الدائرة العالمیة وجود ظاهرة البرامج الوافدة من مناطق مختلفة من العالم الغت وحطمت احتکار التلفزیون المحلی للمشاهیر الذی اصبح له حریة الاختیار لما یشاهده من بین تلک القنوات المتعددة وانتهى بذلک عصر ما یسمى بالسیادة الاعلامیة أو السیطرة الاعلامیة للقنوات المحلیة الوطنیة خاصة وان التطور السریع فی تقنیة الاقمار الصناعیة دخل شاشات التلفزیون فی المنازل مباشرة دون رقابة أو تدخل أی جهة رسمیة، وصارت القنوات التلفزیونیة الوافدة تنافس الاعلام الوطنی فی اقتسام مشاهدیه على ارضه، واستحوذت برامج هذه القنوات على المشاهد المحلی حاملة معها ریاح التغییر للکثیر من القیم الدینیة والاخلاقیة لصالح القیم الغربیة الجدیدة الوافدة مما یؤثر على الهویة الثقافیة للمجتمعات النامیة ومن ضمنها مجتمعنا العراقی.