البعد الحضاری لمحو الامیة
الملخص
ینشد هذا البحث رصد الأمیة انکفاءة حضاریة فی مختلف أوجه الحیاة السیاسیة والفکریة ، الاقتصادیة والاجتماعیة و مرضا ، مستوطنة فی حیاة الأمة العربیة ، وکونها مسارا شاذا لحرکة التاریخ العربی ، أنکشف فیه الانحسار اوالجزر الحضاری للامة لأن سیادة الأمیة تعنی :
آ أن هناک خللا فی بناء الواقع ، برز على شکل هوة و بین ماتطرحه ، وتطمح إلى تحقیقه القیادة وبین و الذهنیة المریضة للجماهیر ، تلک الذهنیة التی جاهدت القوى الاستعماریة ترسیخها فی واقع الأمة ، والقائمة على الفصل بین حال الجماهیر والبعد السیاسی لهذا الحال ، وخلق العجز لدى الجماهیر لاستیعاب السیاق التاریخی للمرحلة .
ب. ان هناک تنظیرا فکریا، اعدت بناءه ، وساعدت على شیوعه ، وسیادة ابعاده دوائر واوساط سیاسیة قاهرة و مستغلة للأمة قصد تفشی الأمیة , وفی أحسن الأحوال الترکیز على التغریب الثقافی للإنسان العربی ، لان تلک الدوائر ادرکت ان لیس من مصلحتها یتوفر الوعی من ناحیة ، ورکزت من ناحیة اخرى على سیادة التخریب الفکری فی ثقافة الجماهیر ، لأن الوعی والنضوح الفکری الملتصق بتراب الأمة یعنی ادراک المخاطر ( والأمراض التی أفرزها و ساعد على ابراز ها ذلک التنظیر ، لذلک حاولت تلک الدوائر جاهدة ترسیخ العوامل المساعدة لهذا المرض وتثبیت هذه الانکفاءة الحضاریة .
ج. ان هناک تخریبا عج فی البنیة الاقتصادیة للامة ، تأتی من آن الامیة ، خلقت وافرزت انکسارا فی البناء الاقتصادی تحدد فی جهل القوى الإنتاجیة الجماهیر الکادحة - وفی قصور وعی هذه القوی لاستیعاب اهمیة والبعد الزمنی والاقتصاد فی النفقات والاستهلاک ، او بمعی اخر ودیمومة النزف المسرف فی المواد والوسائل ، فبرزت المعوقات التی أدت إلى التأخیر او التأجیل فی أحسن الأحوال فی عملیة التغییر والبناء التی تتمثل بکونها السمة الحضاریة البارزة فی عالمنا الراهن.
د. أن هناک عقدا واز مات و أجتماعیة خلقتها والامیة وتظهر على شکل امراض، وانکسارات ، وشیوع "الانانیة" ، وتغلیب المصالح الذاتیة ، وتعطیل لجزء مهم من المجتمع وهو والمرأة وعن الإسهام فی عملیة البناء ، وخلق القصور و ترسیخ عجز الجماهیر فی سبر أغوار الحاضر ، وفک حجب المستقبل للاجیال الجدیدة. وعلى ضوء هذه الحدود التی ننظر فیها للمشکلة ، نرى أن "الأمیة" تمثل مأزقة حضاریا فی حیاة الأمة العربیة ، وان محوها یجسد الحل او الخروج من هذا المازق .. الحل الذی استهدف تفجیر الطاقات الابداعیة للانسان العربی، لیشارک ویسهم فی بناء الصرح الحضاری للامة والانسانیة على حد سواء ، لذلک نشدت القیادة السیاسیة فی القطر العراقی تحدید ملامح وسمات و المسار الحضاری الجدید للامة ، من خلال تأشیر محو الامیة حلا حضاریا للمازق السیاسی و الفکری والاقتصادی والاجتماعی للأمة العربیة .