لا تتوقف وظيفة الامثال عند رسم معالم الحياة الاجتماعية ورصد انماط السلوك الانساني ، بل تتعداه الى تقديم نموذج يقتدى به، ولكون المرأة محور الحياة في البيت وخارجه ، فقد تناولت الامثال في الوانها المختلفة منها: الأم والأخت والأبنة والزوجة والحماة والضرة وغيرهن ممن ورد ذكرهن في الأمثال الشعبية، سواء على لسان النساء انفسهن، او على لسان الرجال ذماً او مدحاً لهن.    لم تكن الأمثال الشعبية كلها سلبية وضد المرأة فمنها الكثير من الأمثال التي وصفت المرأة في جمالها واصلها وذكائها، الى جانب ذم المرأة الكسولة الخاملة، والغبية والمبذرة، وغيرهن ممن وقعن ضحايا لها.    وبما ان دراسة الأمثال الشعبية لكل مجتمع تتيح الفرصة للكشف عن صورة المرأة في المجتمع، فلقد حاولت دراستنا رسم صورة واضحة المعالم للمراة الموصلية، وفي مؤسسة الزواج كنموذج مطروح، باستخدام منهج (تحليل المضمون).    ومن خلال اخضاع الأمثال عينة الدراسة للتحليل تبين تعدد الصور المقدمة للمراة الموصلية، ففيها الصورة التي تعبر عن علاقتها بالرجل، واخرى تعبر عن علاقتها بالابناء وثالثة تعبر عن علاقتها بالاهل.   ولقد تم تشكيل الصور المقدمة للمرأة في الأمثال الشعبية من خلال بيان مجموعة العلائق بينها وبين اطراف المثل، الزوج والاهل والابناء وبنات جنسها.وجاء البحث بمجموعة من النتائج كان من ابرزها:قدمت الأمثال صور المرأة المتعددة , التي ساهمت في تشكيل الصورة العامة للمراة في المجتمع الموصلي.رصدت الدراسة عددا من الأمثال الشعبية التي تناولت المرأة وعلاقتها بغيرها، ومنها ضرورة وجود الرجل في حياة حواء وكيف أنه هو الذي يكسبها الأهمية او ينزعها عنها، ومن هذه الأمثال: ((الكني ملك والبنت كرك)).ركزت الأمثال أيضاً على أهمية زواج البنت، وأظهرت لهفتين على الزواج ومن هذه الأمثال: ((زوج من عود ولا بالبيت قعود)).وبالنظر إلى أن الأمثال الشعبية لها وظائف مختلفة داخل المجتمع، فان اهم هذه الوظائف واخطرها وظيفة التنشئة الاجتماعية القائمة على التمييز بين المرأة والرجل، وعلى تكريس هيمنة الرجل على المرأة، والتي تؤدي فيها المرأة دوراً كبيراً.