تناسب تنوع القراءات المتواترة بين الإفراد والجمع-إحصاء ودراسة وتحليل
الملخص
القرآن الكريم لا تفنى عجائبه، ويبقى باب التدبر فيه مفتوحًا إلى يوم القيامة، ويزداد الناس على مرّ العصور إيمانًا بإعجازه وإحكامه. وقد نزل القرآن الكريم بقراءات متعددة، تيسيرًا على الأمة، ولا تكاد تخلو سورة من ذلك، وهذا التعدد هو أحد الوجوه البلاغية الدالّة على إعجازه. وقد تناول الدارسون توجيه القراءات، وبيّنوا الوجوه البلاغية في تعددها، بيْدَ أنه، حسب اطلاع الباحث، لم يتم الاعتناء الوافي ببيان التناسق في المفردات التي تأتي بقراءات متعددة، بينما تأتي المفردة نفسها بقراءة واحدة عند جميع القراء، في باب الإفراد والجمع، وهي بحاجة إلى مزيد من البحث والتدبر. وتهدف الدراسة إلى بيان أهمية التدبر في القراءات القرآنية، وبيان التناسب في تعدد القراءات واتفاقها في المفردة الواحدة، والتأكيد على أن القراءات وحي رباني. وتُعدُّ هذه الدراسة خطوة إضافية في المسيرة المباركة التي تناولت أصدق الكلام وأعظمه بالتحليل والدراسة، تبيّن صورًا جديدة من بلاغة التعبير القرآني بقراءاته المتعددة، كما أن هذه الدراسة ستفيد أهل القراءات برفع مستوى تذوّقهم للقراءات، ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي الاستقرائي، ويوصي الباحث في ختام هذه الدراسة أن يتنبّه الباحثون إلى مزيد من الدراسات المتعلقة بالقراءات، ليزداد الناس تعظيمًا لكتاب الله تعالى.