استراتیجیة القوة الذکیة فی ادارة الازمة الدولیة : "أزمة واشنطن-طهران خلال العام 2019، أنموذجاً"
الملخص
شکلت الازمة الدولیة ظاهرة سیاسیة متجددة بصورة مستمرة فی عالم السیاسة المُتغیر بمدخلات سریعة التدفُق، طبقاً لتقاطع المصالح و النفوذ وحرکة الأداء، ونطاق الفعل للقوى الدولیة وسواها من الإقلیمیة، الأمر الذی یتطلب معها اعتماد استراتیجیة مُحکمة التطبیق لمواجهتها، وادارتها أحیاناً، أو الإدارة بها فی احیان أخرى، وهذا ما یتوائم مع أنموذج الدراسة المعتمد "استراتیجیة القوة الذکیة"، وأنموذج الأزمة الحالیة بین واشنطن وطهران، إذ تمثل هذه الاستراتیجیة الأنموذج الأمثل لمثل هکذا أزمات، کونها تؤجج فتیل الأزمة الى حد معین من التصاعد المُسیطر علیه بأدوات صلبة، من جهة، وتناور بشق دبلوماسی تساومی ناعم من جهة اخرى، لتُشکل بمجملها أدوات مُتناغمة فی التطبیق، ومثالیة فی نیل الهدف المنشود، ذلک ان استمراریة الضغط الأمریکی بالعقوبات المُشددة على طهران، فی الأزمة الحالیة، مع ارسال تعزیزات عسکریة وتقنیة ولوجستیة، بالاقتران مع جانب اخر من الرغبة لدى الإدارة الامریکیة فی التعامل معها طبقاً لأسلوب الضغط الدبلوماسی_التساومی، یعنی ان ادارة الرئیس الأمریکی دونالد ترامب تعول على منهج القوة الذکیة فی التعامل، لأسباب وضرورات لها علاقة بالمکاسب الاستراتیجیة العلیا لواشنطن فی منطقة الخلیج، وامتداها نحو منظومة الشرق الأوسط.