التأسیس الثوری للدساتیر دراسة فی "الدستوریة الثوریة" وتطبیقاتها فی دول الربیع العربی
الملخص
ظهر خلال العقدین الأول والثانی من القرن الحادی والعشرین على الأقل اتجاهان مهمان وبارزان إلى حد کبیر حول العالم فی عملیة وضع الدساتیر، الأول هو "الدستوریة الثوریة" أی استخدام عملیة وضع الدستور لمحاولة إضفاء الطابع المؤسسی وتحقیق نتیجة ناجحة لثورة سیاسیة. إلى جانب هذه النسخة التقلیدیة من الدستوریة الثوریة یمکن القول أن هناک أیضاً نسخة أحدث متمثلة فی حرکة ثوریة ناجحة انتخابیاً تستخدم عملیة وضع الدستور کوسیلة نحو التحول الجذری للنظام السیاسی الذی تهدف إلى تحقیقه. وقد حاولت بعض الدول العربیة التی عرفت ما أطلق علیه لاحقاً "الربیع العربی" الاستعانة بهذه النسخة التقلیدیة من الدستوریة الثوریة من أجل إقامة نظام دستوری ینطلق من مبادئ الثورات التی قامت فیها. لکن نتائج هذه المحاولات تباینت فیما بینها بسبب تظافر عوامل عدیدة قادت إلى هذا التباین.