آلیات تقیید مبدأ عدم الإفلات من العقاب خلال فترة العدالة الانتقالیة
الملخص
إن عجز العدالة الجزائیة أحیاناً بوصفها من آلیات العدالة الانتقالیة عن تحقیق کامل غایاتها فی الردع والإصلاح، دفع إلى التفکیر فی البدیل عن هذه الآلیة فکانت العدالة التصالحیة هی البدیل فی التعامل مع الترکة الثقیلة من الانتهاکات والجرائم التی خلفها النظام القدیم، والتی تقوم على فلسفة مختلفة عن فلسفة العقوبة والجزاء إلى فکرة التصالح والمصالحة ما بین الجانی والمجنی علیه والمجتمع، تعتمد العدالة التصالحیة فکرة أساسیة باستبعاد العقاب لیحل محلة العفو مقابل إقرار الجانی بذنبه وإعفاءه من مسؤولیة ما صدر عنه من جرائم وانتهاکات تجاه الضحایا من خلال لجان لکشف الحقیقة مع توفر الإرادة السیاسیة الحقیقة التی تعمل على ذلک. أن انتهاج آلیات المصالحة الوطنیة وتحقیقها من خلال لجان التحقیق والهیئات الفاعلة فی المجتمع الدولی. إن انتهاج العفو والمصالحة لا یخلو من مساوئ تترتب علیه ولکنه بالنتیجة یقوم على جملة من التوازنات إذ لا بد من إعماله من خلال برنامج متکامل یأخذ بنظر الاعتبار تجاوز سلبیات الماضی دون الاضرار بحقوق الضحایا.