هذه الدراسة مختصة ببيان تاريخ ظهور الشك المذهبي، وأسباب ظهوره في الحقبة اليونانية القديمة كاشفة أن الاختلافات الكثيرة والمتناقضة بين المعتقدات الميتافيزيقية والمذاهب الفلسفية، أدت إلى إنكار الضروريات العقلية ورفض الحقائق اليقينية وتبني معتقد نسبية الحقائق. وقد حاولت الدراسة بيان مآلات هذا مذهب؛ لكونه يؤدي إلى نقض الحقائق المعرفية كلها وإنكار الإيمان بالله والقيم الخلقية وجميع الغيبيات.  وقد استوعبت الدراسة أنواع الشك المذهبي مقسمةً إياها إلى أنواع رئيسة تندرج تحتها أنواع فرعية موضحةً مفهوم كل نوع مع مصاديقه في الواقع، ومفصحةً عن المثالب المعرفية والفكرية لكل نوع، ومن ثم وصف الفكرة وتحليلها ونقدها معتمدةً على المحاججة العقلية في نقضها من خلال تفكيكها وبيان تهافتها في ذاتها، وقد سلك الباحث مسلك المحاججة الإلزامية فإلزام الشكاكين بلوازم مذهبهم معتمداً على منهجية الحجاج الفلسفي والكلامي والمنطقي الملزم لهم بنقض مذهبهم.