يرى كثير من الدارسين أن النظرية السيكولوجية لا تسهم في تفسير شعرية النص الأدبي؛ لأن الشعرية ماثلة في بنية النص الأدبي، رافضين فكرة تغير الوظيفة الاستيطيقية وعزلها عن اللغة، وذلك في مقابل من يرى أن النظرية السيكولوجية يمكنها الكشف عن أهم خصائص اللغة الأدبية وهو المعنى الماثل في علاقة النص بحياة كاتبه النفسية، أو فيما يسقطه المتلقي على النص، ويتناول البحث هذا تجلي الشعرية في النصوص الأدبية من منظور أبرز النقاد النفسيين وأهمهم، فبعض النقاد يرى أن معنى النص الأدبي لا يمكن كشفه إلا من خلال الغوص في نفسية المبدع وكشف خفاياها، وهذا يعني أن الشعرية التي يمثل المعنى أبرز خصائصها مرهونة بكشف تلك الخفايا عبر التحليل النفسي لشخصية المبدع، وذهب بعضهم إلى أن المعنى كامن في تحوير الدال وتحريفه وتحريره من قيد المدلول، في حين ذهب هارولد بلوم إلى أن عقدة قلق التأثر هي الكفيلة بمسالك انحرافية لنص المبدع اللاحق عن نصوص أسلافه ليحرر نفسه من عقدة التأثر، وهو ما أسماه القراءة الضالة، وعبر هذه المسالك تتحقق الشعرية.