اوضاع ولایة الموصل الاقتصادیة خلال النصف الثانی من القرن التاسع عشر والعقد الاول من القرن العشرین
الملخص
دخلت الموصل فی حوزة الدولة العثمانیة سنة 1515م فی اعقاب انتصار السلطان سلیم الأول (1512-1520) فی معرکة جالدیران سنة 1514م على الشاه اسماعیل الصفوی وفی سنة ۱۷۸۹م اصبحت الموصل ولایة قائمة بذاتها تتألف من سنجقی کرکوک والسلیمانیة إضافة إلى سنجق الموصل نفسه . وقد عاشت الموصل فی ظل الحکم العثمانی حتى أواسط القرن التاسع عشر فی حالة من الفوضى والاضطراب فی اوضاعها الاقتصادیة و الاجتماعیة ، ولم یجر فیها ای اصلاح ملحوظ.کما فشلت الحکومة العثمانیة فی توطید الأمن و توطین العشائر ، واقتصرت جهودها على ارسال الحملات التأدیبیة للعشائر العربیة والکردیة . فقد ارسلت على سبیل المثال سنة 1835 محمد اینجة بیرقدار إلى الموصل ، فقصد تلعفر وسنجار وقتل . الکثیر من رؤسائهما . کما حمل على عشیرة شمر الحربا ، واسر أحد شیوخها واتی به إلى الموصل وقد تمکن کذلک من تصفیة الامارة البهدینانیة ، وانهاء حکم میرکور فی راوندوز . الا ان الحکومة العثمانیة ، اتخذت بعد ذلک ، سلسلة من التدابیر الإصلاحیة، تمثلت بمجهودات مدحت باشا (1869-1872) الذی عین والیا على بغداد وکان قد زود بصلاحیات واسعة لتنفیذ اصلاحاته فی الولایات الثلاث : الموصل ، وبغداد، و البصرة. وقد تجلت آجراءاته فی ادخال الاصلاحات الاداریة والاقتصادیة وخاصة حل مشاکل الاراضی ، وکانت الغایة الرئیسیة من وراء تلک الاصلاحات العمل على ربط الولایات العراقیة الثلاث بعضها مع البعض الآخر ، وتقویة السلطة المرکزیة علیها ، خاصة وان سلطة الحکومة لم تکن تتجاوز قبل ذلک حدود المدن الکبیرة .