القصة القصیرة فی العراق بعد الثورة 1958
الملخص
انتهى الحکم الملکی فی العراق بعد نجاح ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 م فاستولى الجیش العراقی الثائر على مقالید الحکم . وأعلن نظام الحکم الجمهوری ، وکانت ثورة تموز حصیلة صراع طویل بین الشعب وبین حکامه .. حصیلة انقلابات وانتفاضات عدیدة قام بها الشعب منذ بدء الحکم الملکی فی العراق عام ۱۹۲۱ .
ویعد تحریر العراق فی حد ذاته عملا عظیما . فقد تحول العراق من قاعدة رجعیة و تخریب إلى قاعدة دفع وتطور وثورة واصبحت کل موارده الطبیعیة والبشریة والمدنیة والعسکریة سلاحا من أسلحة الثورة بعد أن کانت سلاحا موجها ضدها. وکانت الرجعیة العراقیة السند الأول والمعول الأول لکل . الرجعیات ، فی العالم العربی وأکثر مشاریع التخریب والتدمیر کانت تتم بمشورتها وبناء على اقتراحاتها.
وطبقا للسیاسة الاستعماریة ترکزت الثروة فی أیدی طبقات وفئات اقطاعیة موالیة للاستعمار وأصبح العراق مثلا للاقتصاد المتأخر القائم على الزراعة الأقطاعیة وعلى الصناعات الاستخراجیة لانتاج المواد الخام لحساب المستعمر والذی سیطر علیه الاقطاعیون و العشائریون والسماسرة والمضاربون.
و ثورة العراق تعنی نهایة هذا الاقتصاد الاستعماری الاقطاعی ، وتحریر اقتصاده لکی یسد حاجات الشعب العراقی لذا کانت ثورة العراق أکبر صدمة للمصالح البترولیة الأجنبیة التی تمنت صحیفة التایمس یوما لو کان "کبلنج" حیا لتغنى بها. والمسالة الرئیسیة فی حیاة الشعب العربی عامة والعراقی خاصة ، الاصلاح الزراعی والتصنیع وهما مترابطان ارتباطأ وثیقة .
لذلک رأینا الأدب العراقی بعد الثورة والقصة العراقیة القصیرة بالذات ، تعالج مواضیع سیاسیة واجتماعیة تصور فیها ما کان یلاقیة الشعب من اضطهاد وتعذیب رجوع على ید الحکام السابقین، وما یؤمل من حیاة رغدة سعیدة على ید حکامه الجدد وقواد الثورة والشعب ولکن، هل حققت الثورة ما کان مؤملا أن تحققه من الناحیة الأدبیة .