لامیة المرتضى الشهرزوری : نص من شعر العلماء والمتصوفه
الملخص
اشتدی أزمة تنفرجی قد آذن صبحاث بالبلج
هذا البیت مطلع القصیدة عرفت فی تراثنا الأدبی (المنفرجة )، نظمها أبو الفضل یوسف بن محمد المعروف بابن النحوی (ت513هـ ) ، وشک العلماء فی نسبتها الیه (۱). ویبدو لی انهم قد ضنوا بها علیه لما فیها من صیاغة فنیة لا تلائم وضعه العلمی ، الذی یحول دون الاطمئنان إلى نسبة قصیدة ممتازة إلى مثله من الفئة غیر الشاعرة ، وهذا مدخل أرید به الوصول إلى موقف النقاد من شعر العلماء عامة ، وأنا أتجرد لدراسة قصیدة لأحدهم ، وقد ذکر ابن خلدون أن مذاکرة جرت بین رجلین بارزین من رجال الدولة المرینیة أنشد فیها أحدهما قول ابن النحوی :
لم أدر حین وقفت بالاطلال ما الفرق بین جدیدها والبالی ؟
وأغفل نسبته الیه ، فبادر الآخر بالقول : هذا شعر فقیه ، وقد رأى فیه : (ما الفرق) عبارة فقهیة ، لیست من أسالیب کلام العرب ، وهذا هو المدخل الثانی إلى موقف النقاد أیضا من ذلک الشعر الغزیر الذی امتلأت به کتب الأدب والتاریخ والمحاضرات ، غیر معزو إلى هذا أو ذاک من الشعراء المشهورین الذین أخذوا علینا أطراف دراستنا الأدبیة ، بشکل کامل أو یکاد، ولو نسب إلى أحدهم لحظی من الاهتمام بأوفی نصیب عند من یقع تحت تأثیر البریق و انحراف المقولات النقدیة التی نسبت شعراءنا إلى طبقات ، وخصت الطبقات بصور أدبیة ، تتفاوت أقدارها وتختلف طبائع الأدب والفن فیها اختلافات واضحة .