يُعدُّ التضاد من صور البديع المعنوية وقد لقي أهمية كبيرة في التراث البلاغي والنقدي، إذ له الأثر البالغ في تصعيد حركة البنية الداخلية وانتاج دلالات جديدة في النص وفي التعبير عن الفكر الوجداني الذي عاشه الشاعر بما إنه يعبر عن كل ما يمر به الإنسان من مواقف عن طريق الرؤية الشعرية التي يكونها عن الواقع القائم على صراع الأضداد فلا يُعرف الشيء إلّا بضدِه، ولهذا سعى البحث للكشف عن كيفية توظيف التضاد في ديوان الشاعر عبد الوهاب إسماعيل (هواجس على مرآة خاصة) ؛ لدوره في تشكيل النص الشعري وإضفاء جمالية عليه تبعاً لرؤاه الفكرية وما أرادَ إيصاله للقارئ.ومن ذلك اقتضت خطة البحث أن يكون في مبحثين اثنين:اختصَّ المبحثُ الأول ببيان مفهوم التضاد وتسليط الضوء على دوره في بناء النص الأدبي.وجاء المبحث الثاني بعنوان (أنماط التضاد)، إذ انقسم إلى قسمين:الأول: تضاد السياق اللفظي (الطباق)، والثاني: تضاد السياق المعنوي. وما نؤول إليه إبراز الأثر الدلالي للتضاد والقيمة الجمالية المخزونة في ألفاظِه وما يولده من تأثير على المتلقي.