حاشية سِنان الدين (ت 986 هـ) على تفسير البيضاوي (ت 685 هـ) لسورة الأعراف من الآية (138- 142) ــ دراسةً وتحقيقاً ــ

تعدّ هذه الحاشية من الحواشي المهمة على تفسير الإمام البيضاوي –رحمه الله- للشيخ سنان الدين الأماسي البردعي، حتَّى نُسِب صاحبُها إليها فصارَ يقالُ له: (سِنان الـمُحَشِّي)، وصارت مصدراً لكثير من الحواشي الأخرى لاحقاً -بالأخص حاشيتي الشهاب الخفاجي والقونوي-. لأنها تشتمل على فنون عدة من اللغة والبلاغة وغيرها، فهي سفر جليل القدر، فالمحشي –رحمه الله- مع اختصاره لا يكاد يترك شيئاً إلا ذَكَره، وبسبب قوة أُسلوبه وغزارة علمه يذكر اللطائف والنُّكت، والاستنباطات الدقيقة بأسلوبٍ موجز، وذكرٍ لبعض وجوه القراءات من غير التزامٍ بالمتواتر منها، كما اهتمّ بالنحو من غير توسُّعٍ أو استفاضة، فامتاز المحشي –رحمه الله- بتركيزه على الفكرة بأسلوبٍ مُختصرٍ مُفيد، بعيداً عن الإسهاب والتطويل. وجاء بحثي هذا ليبرز مكانة هذه الحاشية وما حوته من فوائد في علوم شتى، مع التقديم لها بتعريف لمؤلفها وذكر سيرته الذاتية والعلمية كمولده ونشأته الذي كان من أبرز علماء عصره، وكذلك العلماء الذين أخذ عنهم العلم، ومكانته بين العلماء، وكذلك التعريف بحاشيته وأهميتها.