حضور المدينة في ديوان (النار لا تلهمني غير دمي) للشاعر عبد الوهاب اسماعيل
الملخص
كانت المدن ولا تزال مصدر الهام وبؤرةَ مقاصد الشعراء، ودراستنا للمدينة في شعر الشاعر (عبد الوهاب اسماعيل)، لا تقتصر على وصف المدينة بمشهدها التقليدي المعروف، ولكن الدراسة تتجه نحو فاعلية المدينة بوصفها ذاتا يعيشها الشاعر ويتماهى في موجوداتها، ويلتقي معها حضاريا، وتتناسق مع حسه الشاعر بتفاصيل أدق وأعمق. ثيمة المدن وما تحتمله هذه الكلمة من مرجعيات حضارية، وثقافية عريقة جدا.. جعلت الموصل لدى الشاعر الوطن كله، وبتفاصيله كلها، وكأنها مدينة تكونت من مدن عدة، اذ قامت في نشآت قديمة جدا، وتعرضت للاحتلال والدمار والخراب مرات عدة ، ومن ثم تقوم من جديد، وتبني كيانها ، وانسانها. وتتعرض الدراسة الى قدرة المدينة بوصفها مكانا اجتماعيا قادرا على تحمل تقلبات أحوال الذات الإنسانية، وماتحمله من عواطف واحاسيس ، بتغيرات وضعها الوجودي المهدد على مر العصور.. ويركز الشاعر عبد الوهاب اسماعيل عواطفه الجياشة في صور فنية باذخة في التأمل الأليم في واقع المدينة التي يعدها المهد والأُم ، والرمز، والهوية ، وأرض الشمس والجمال ..وهو ينظر خرابها في العهد المظلم الجديد عهد الاحتلال، على يد برابرة العالم الجديد .يتكون البحث من محاور عدة ، محاولة من الباحِثِ مقاربة النصوص نقديا بوصفه متلقيا للنص، باحثاً عن مواطن الجمال فيه .. من خلال استبطان ذات الشاعر، وما تمثله المدينة والوطن في ذاته وكيانه.