مصطلح وجه الكلام عند الفرّاء في كتابه معاني القرآن
الملخص
مصطلح "وجه الكلام" يطلق عادةً في عبارات المتقدمين من علماء اللغة والنحو والتفسير، ويراد به الوجه الأسمى والاختيار الأولى في تركيبٍ ما، وذلك عند تعدد الأقوال في المسألة الواحدة، وهو تعدد مقبول يقف أمامه، إجماع القرّاء في القراءة القرآنية المشهورة على وجه بعينه مثلاً، أو عدم مطابقة المعنى لجميع تلك الأوجه، فيبرز منها وجهٌ يكون هو المختار. وإن كان الباقي من الأوجه لا يعدم الصحة. وفي بحثنا هذا تناولنا المصطلح المذكور عند الفرّاء في كتابه معاني القرآن، وهو العالم الثقة البارع في علوم اللغة والتفسير، لنقف على آرائه في تلك المسائل التي جعلها وجهاً للكلام، ومدى تأثيرها على أقوال اللاحقين من العلماء، ومدى دقة اختياراته في تلك الأقوال وانسجامها مع المعنى المراد. فالتأليف والتصنيف النحوي كان في بداياته ولإنعدم الصواب إن قلنا هي مرحلة تأسيس، لهذا كانت أقواله بمثابة حُجج بنى عليها المتأخرون آراءهم، ونهل منها العلماء علماً غزيراً، ولم يغفل رحمه الله أثر القراءات، وأهميتها في تحديد الوجه فضلاً عن وقوفه عند النص القرآني، والتزام القراءات القرآنية المشهورة.