قراءة في الآراءِ العروضية للشاعرة (نازك الملائكة) في كتابها (قضايا الشعر المعاصر)
الملخص
يُناقش البحث الآراءَ العروضية التي وردتْ في كتاب (قضايا الشعر المعاصر) لنازك الملائكة... فقد وجدتها تُضيّق الخناق على شعراء القصيدة الحرّة معتمدةً –غالباً- على ذوقها الخاص، وُتَسُنُّ لهم من القواعد ما تعتقد أنَّها ستوقفُ الأخطاء العروضية التي يقع فيها المبتدئون من الشعراء وغير المبتدئين من هذه القواعد: أنّها تحظر عليهم استخدام أكثر من ضربٍ في القصيدة الواحدة وتعيب عليهم إطالة الشطر الشعري بتكرار التفعيلة المستخدمة مرات عديدة يخرج –في زعمها- موسيقى القصيدة عن المألوف، وتمنع عليهم التدوير في القصيدة بصورة نهائية وتمنع تكرار زحاف (الخبن) في تفعلية (مستفعلن) كثيراً فإنَّ ذلك يخرج موسيقى القصيدة في زعمها عن المألوف، كما تمنع استخدام الوتد المجموع في التفاعيل التي تنتهي بها أكثر من المعتاد –وإن كُنّا لا نعرف ما المألوف والمعتاد في رأيها... ومسائل أُخرى يراها القارئ مبثوثه في البحث...واتَّبعتُ في ترتيب مفردات البحث الترتيب نفسه للموضوعات التي تحدَّثتْ عنها في كتابها (قضايا الشعر المعاصر) ... ووجدتُ من المناسب أنْ أتطرَّقَ في البدء ومن خلال ما ورد في كتابها إلى نشأة الشعر الحر، والارهاصات التي ساعدتْ على ظهوره، وإلى الشعراء الذين كتبوا قصائد حُرَّة قبل ظهوره عام 1947 على يدها ويد بدر شاكر السياب، وناقشتُ –ومن خلال كتابها- مَنْ كان الأسبق منهما...وطرحتُ سُؤالاً وجدتُ أنَّ المعنيين بالشعر، وتاريخ ظهوره قد أَهملوه وهو: كيف يَصُحُّ عقلاً أنْ يكتُبَ شاعران شعرا بمواصفات غير مسبوقة في شهر واحد وهما يدرسان في مكان واحد، ويقرأ كلُّ منهما شعر الآخر، ولا تكون لهما مرجعية معرفيَّة واحدة ساعدت على ظهوره؟