التوتر لدى المترجم الفوري اثناء الترجمة الفورية من الانكليزية الى العربية ومن العربية الى الانكليزية
الملخص
تعتبر الترجمة الفورية من المهام المعرفية الصعبة التي تحتوي على عمليات معرفية مختلفة مثل الاصغاء وتحليل النص الاصلي ثم تكييفه وتقديمه بلغة الهدف فوريا وتحت ضغط عامل الوقت. عادة ما تسبب الترجمة الفورية ضغطا معرفيا كبيرا على المترجمين ولذلك تعتبر واحدة من اكثر المهام المثيرة للتوتر. في هذا السياق يتعرض المترجمون الى انواع عديدة من التوتر اثناء الترجمة الفورية تعود بعضها الى عوامل بيئية مثل درجة الحرارة والرطوبة وخاصية التهوية داخل كابينة الترجمة. وتشير العوامل النفسية الى الفهم الذاتي للتوتر والذي يتأثر بالعوامل الشخصية مثل الثقة بالنفس وطريقة التعامل مع المواقف. بينما يشير التوتر الفسيولوجي الى مؤشرات التوتر الفسيولوجي كمؤشرات التوتر الموضوعية عند قياس نشاط القلب والاوعية الدموية كضغط الدم ونبضات القلب. بغية البحث عن اسباب التوتر النفسي (مسببات التوتر) والاستراتيجيات المعتمدة للتعامل مع التوتر النفسي وتأثير اتجاه اللغة على التوتر في الترجمة الفورية من الانكليزية الى العربية ومن العربية الى الانكليزية شاركت مجموعتان من المترجمين الفوريين: محترفين وطلبة في مهمتين للترجمة الفورية من الإنكليزية الى العربية ومن العربية الى الانكليزية. استخدمت الدراسة بروتوكولات الراجعة (استبيان ومقابلات) والتي فيها ابلغ المترجمون عن حالات التوتر واسبابه (مسبباته) بالإضافة الى ربط تحليل عملية الترجمة بالنص المترجم. اعتمد تحليل الدراسة على نموذج كومول (2021) لتحليل المقاطع التي ابلغ عنها المترجمون على انها مواطن شعروا فيها بالتوتر من خلال الاشارة الى ثلاثة انواع من اختلال الطلاقة وهي التوقفات غير الطبيعية التي تتجاوز ثلاثة ثواني وعلامات التردد والبدايات الخاطئة. بينت نتائج الدراسة ان كلا المجموعتين شعرا بالتوتر في كلا المهمتين ولكن التوتر الذي اصاب الطلبة قد اثر سلبا على الترجمة من خلال لجوئهم الى التوقف والحذف. ومن جهة اخرى فأن التوتر الذي اصاب المحترفين قد حفزهم على البحث في الاستراتيجيات المناسبة للتعامل مع التوتر مثل استنباط المعنى من لغة المصدر واستخدام التعميم في الترجمة.