قيمة العطاء عند الامام الحسن (عليه السلام) واثرها في تشكيل الشخصية العراقية -قراءة نفسية-
الملخص
اهتم الإمام الحسن (عليه السلام) بعلم الأخلاق والافكار اهتماما بالغا ،ويعود السبب في ذلك إلى أنه رأى انهيار الأخلاق الإسلامية وابتعاد الناس عن دينهم من جراء وجود اليهود والمنافقين والمارقين الذين حاولوا هدم جميع القيم الأخلاقية والفكرية وبهذا تم اقصاء الاُمة عن دورها الاساسي في المراقبة والتوجيه وممارسة دورها في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يشمل جميع انواع الاصلاح الفكري والسياسي والاجتماعي فانبرى (عليه السلام) إلى إصلاح المجتمع وتهذيبه من خلال تعليمهم الاخلاق والحفاظ عليها لبناء اُمة قادرة على أداء وظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والحفاظ على الامة من الانحراف عن نهج الاسلام.إن سمو ورفعة الاخلاق لدى الامام الحسن كانت بارزة منذ نشأته اذ انه نتاج طبيعي وحصاد مؤكد لمن صنعه ومن زرعه ,وهو رسول الله ( ص ) ,وأمير المؤمنين علي عليه السلام ، لقد كان هذا الإمام معطاءً سخيّاً على الفقراء والمساكين، وعلى كلّ من كان يعرف بحاجته، حتى وصف بكريم آل البيت.يعود التّميّز بهذه الصّفة إلى الظّروف التي أملت على هذا الإمام كثرة هذا العطاء، فقد كان الواقع الاجتماعيّ صعباً في مرحلته، والنَّاس في شدَّة وضيق، وهي اقتضت منه أن يتحرَّك ليسدَّ، وبما استطاع، حاجات الناس ومتطلّباتهم. أنّ الصفات والأفعال عند أهل البيت(ع) لم تنطلق أبداً من اعتبارات شخصيّة بل كانت حاجة مجتمعيةإن العطاء لا تنحصر نتائجه على المحتاجين بل على المعطين أيضاً، فهو معاكس تماماً للأنانية والبخل، ويُعد نوعاً من الكرم والخلق الرفيع، إذ أنه لا يرتبط بأية توقعات شخصية، فهو أقوى وسيلة لإسعاد الذات كما تؤكد معظم الأبحاث، حينما تصبح احتياجات الناس أمامك وتحلها بالعطاء، في هذه الآلية يجد الإنسان ذاته، ويتمتع بطعم الحياة وأهدافها، فضلا عن أنها ترفع الهم والكرب عن الآخرين، وتزيل عنهم الشعور بالحزن والحسرة وتحديات الحياة
