جرائم الإرهاب الإلكتروني وسبل التصدي لها
الملخص
إن أكثر الجرائم الارهابية اليوم ترتكب بواسطة الإنترنيت إذ أضحى الفضاء المجازي المسرح المفضل للإرهابيين لتنفيذ مآربهم الإجرامية، وبما أن الإنترنيت تلغي الحدود بين الدول لذلك إن جرائم الإرهاب الإلكتروني تحظى بإهتمام واسع لدى المجاميع الإرهابية وبإمكانهم الوصول عن طريق زر الكومبيوتر إلى بلدان تبعد عنهم آلاف الكيلومترات والتدخل في أنظمة الاتصالات والماء والكهرباء وباقي مجالات الحياة الأخرى وخلق حالة من الفوضى.ومن ناحية أخرى فإن التصدي لهذه الجرائم ليس بالسهل وذلك لخصوصيتها وتمتع مرتكبها بخبرة فائقة، يجعل من الصعب على الأجهزة التنفيذية كشفها بالوسائل التقليدية، وصعوبة جمع الأدلة والإثبات في هذا المجال لأن الجريمة ذات صبغة غير مادية، وهو ما يتطلب إعداد الكادر اللازم والمتسلح بخبرة علمية خارقة، وخاصة إذا ما علمنا قصور نصوص التجريم التقليدية على مسايرة جرائم الإرهاب الإلكتروني، مما يستوجب تعديل القوانين النافذة لمسايرة التطور الهائل في مجال البرمجيات.تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على جرائم الإرهاب الإلكتروني باعتبارها الخطر الحقيقي التي تستهدف المجتمع، وسنحاول أن نبين ماهيتها وخصائصها والاسباب الدافعة لإرتكابها وصورها وكذلك بيان كيفية التصدي لها والصعوبات التي تواجهها، وتوضيح الطرق القانونية والفنية للإجهزة الامنية لمكافحتها، مع بيان الدور الهام الذي تقوم بها الجامعات في رفد الأجهزة الأمنية بخبرات عن طريق الدورات العلمية، ودورها في توعية المجتمع بخطورة هذه الجرائم على السلم المجتمعي برمته، ونبذ التطرف بجميع أشكاله.